الى احلام التميمي .. حذاري بقلم ماهر الصديق
تحررت الاسيرة احلام التميمي في صفقة و فاء الاحرار في 18 تشرين الاول عام 2011
مقابل الجندي الصهيوني جلعاد شاليط بعد ان قضت عشر سنوات في معتقلات الاحتلال
الصهيوني بتهمة الاشتراك في عملية سبارو في القدس عام 2001 و الذي نتج عنها
مقتل 15 صهيونيا و إصابة اكثر من مئة . اصدرت المحكمة الصهيونية حكمها
على احلام لمدة 16 مؤبدا ، هذا الحكم يعني عدم خروجها من المعتقل الا جثة هامدة .
اجبر الصهاينة على اطلاق سراحها تحت ضغط المقاومة التي اصرت على اطلاقها
في عملية التبادل . لكن تاريخ الصهاينة يكتظ في مجال اغتيال كل من يطلقون عليه " يد
ملطخة بالدم اليهودي " و هناك شواهد كثيرة و لا حصر لها في جرائم الصهاينة هذه ،
من ابرزها اغتيال القادة ابو جهاد الوزير و ابو حسن سلامة و محمود المبحوح و احمد
الجعبري و القائمة تطول . خرجت احلام الى الاردن كونها تحمل الجنسية الاردنية ، و خرج
خطيبها الذي منحته السلطات الاردنية الاقامة ، و تم بعد ذلك زواجهما في الاردن .
تعرض نظام الاردن لضغوطات كبيرة من قبل الولايات المتحدة من اجل تسليم احلام التميمي ،
ففي 14 اذار 2017 طالبت السلطات الامريكية من الاردن تسليمها الاسيرة المحررة بعد
ان وضعها مكتب التحقيقات الفدرالي على قائمة " الارهابيين " المطلوبين على اعتبار ان
هناك امريكيين قتلوا في عملية مطعم سبارو ، و ان التميمي متهمة باستخدام سلاح دمار
شامل ضد مواطنين امريكيين . و نتيجة الرفض الشعبي العارم من قبل الشعب الاردني
و الشعوب العربية و المنظمات الوطنية و الاهلية و القانونية اصدرت محكمة التمييز
الاردنية قرارا يقضي بعدم تسليم احلام الى السلطات الامريكية . لكن السلطات الامريكية
لم توقف ضغطها على الاردن و تهديدها بعقوبات اذا لم يتم تسليم احلام ، فلقد قدم
عضو الكونغرس الامريكي غريغ ستيوب مذكرة وقعها مجموعة من اعضاء الكونغرس
تم تسليمها للسفارة الاردنية في واشنطن تحمل تهديدات واضحة للاردن في حال عدم
تعاون الاخيرة في موضوع احلام . من الواضح ان هذه المطالبات تهدف الى تعريض
احلام التميمي اما للتسليم و هو يعني قتلها في الولايات المتحدة او بافضل حال اعتقالها
حتى الموت . او التضييق على احلام للخروج من الاردن حتى يتم تصفيتها دون احراج
للنظام الاردني الذي يرتبط بمعاهدة " سلام " مع الصهاينة ، لا سيما ان الاردن مر
بتجربة من هذا النوع عندما حاول الموساد اغتيال خالد مشعل في عمان ، فلا يريد الموساد
احراج الدولة الاردنية من جديد . يوم الخميس 1 تشرين الثاني اجبرت السلطات الاردنية
زوج احلام السيد نزار التميمي على مغادرة الاردن بحجة عدم قبول تجديد اقامته ، و
كأنها عملية استدراج واضحة للاسيرة المحررة من اجل الخروج من الاردن و اللحاق
بزوجها ، فمن غير المعقول ان تبقى احلام في الاردن بعيدة عن زوجها . و بذلك يفتح
المجال للموساد او لوكالة الاستخبارات الامريكية اختطافها او قتلها . هذا المقال
بمثابة رسالة اتمنى وصولها للسيدة احلام التميمي : انهم يريدون استدراجك خارج
الاردن ، و ما عملية ابعاد زوجك الا من اجل هذا الهدف . فعليك بالحذر الشديد ، و
عدم الانجرار وراء العواطف الاسرية ، ربما تكون هذه وسيلتهم الان لجرك الى فخهم .
سلمك الله و كل الاسرى من كيد الاعداء و اعوانهم .
ماهر الصديق
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: